بعد تراكم وكثرة الرسائل البريدية، أصبحت سريعة التشتت وبطيئة جدًا في اتخاذ القرارات وإنجاز المهام. لا أنكر أن ما حدث أثر على بعض مصالح العمل، لذلك وقفت وقفة جادة وأسميت هذا الشعور “الفتور القيادي”. عند نقاشي مع عدد من القادة، أدركت أنها مرحلة طبيعية ولكن يجب علينا ملاحظتها والتعامل معها. من أهم الأعراض للفتور القيادي حسب ملاحظتي:

  • التسويف
  • الرغبة في الابتعاد عن جميع المسؤوليات
  • صعوبة اتخاذ القرار في الوقت المناسب
  • سهولة التشتيت
  • صعوبة إنجاز المهام اليومية
  • الشعور بالرغبة في إتمام المهام مع العجز

للتعافي من هذا الفتور والعودة إلى النشاط، يجب علينا كقادة الحرص على صحتنا الجسدية والنفسية أولاً، ومن ثم إحاطة ذواتنا بمجتمع داعم نشعر بوجوده بالدعم. أيضًا، اكتشاف الذات وممارسة هوايات سابقة أو جديدة، وإقحام ذواتنا في تجارب مناسبة تساعدنا على إعادة ترميم الداخل وتنظيمه. لا بأس بأخذ إجازة قصيرة أو الذهاب إلى أماكن تعيد لنا الدهشة وتعيد إضاءة أرواحنا.

من عمق التجربة ورحلتي من الفتور القيادي إلى النشاط، لكل قائد: ذواتنا أمانة ويجب أن نكون أولوية في يومنا. لا بأس أن نمر بيوم مزدحم بالأعمال والاجتماعات، ولكن يجب أن نعوض لحظات الازدحام بخلوة مع الذات أو جلوس مع من يغذون أرواحنا ويعيدون نشاطنا. وأعلموا أن كل فريق عمل يبحث عن قائد سعيد يستطيع أن ينشر الطاقة في الفريق؛ فالفرق بروح قائدها وتماسكها من تماسكه.

خلال فترة الفتور، تمنيت وجود مجتمعات رقمية أو في الواقع لدعم القادة ولمساعدتهم على إيجاد التوازن بقدر المستطاع، ولكن لم أجد. لذلك أتمنى أن تظهر وتنتشر في المجتمع. وأتمنى، عزيزي القارئ، أن تكون هذه التجربة قد لامستك ووجدت فيها ما يعينك على إكمال رحلتك القيادية وصناعة الأثر وعيش حياة متزنة مليئة بالبركة واليسر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *