لطالما فطرنا على التعلق بكل ما نمتلكه وكل ما يكون بالقرب منا، كالعائلة والأبناء وأجهزتنا المتنوعة. يؤلمنا خدشها أو جرحها أو إيذاؤها، ويصعب علينا فكرة البعد عنها أو زوالها.

وكذلك عندما نؤسس المشروع الأول، نشعر لوهلة أنه ابننا البار، لأننا نقضي معه جل وقتنا، خصوصًا في مراحل التأسيس الأولى. يشغل بالنا في أوقات راحتنا، بالإضافة إلى أننا نثرثر كثيرًا بشأن مشروعنا ونشرك كل أحبائنا فيه وننتظر دعمهم لنا.

ولكن، لصحتنا وصحة مشروعنا عند بدء المشروع الأول، يجب علينا التفكير في كيفية انتهاء هذا المشروع. يجب أن نستحضر فكرة الإغلاق أو البيع أو الإفلاس.

يكسبك التفكير في المراحل النهائية عند بداية المشروع القدرة على ضبط المشاعر وتقبل النقد وإصلاح الأمور بروية دون شعور بالاستعجال الملح.

إن التفكير في المراحل النهائية للمشروع منذ البداية ليس بالأمر السهل، ولكنه ضروري للتحقيق التوازن . على الرغم من أننا نرغب في أن يكون مشروعنا ناجحًا ومستمرًا ومثمرًا ، إلا أن التفكير بواقعية يساعد في تجنب الصدمات المستقبلية. يشجعنا على الاستعداد لأي طارئ ومعرفة كيفية التعامل معه بحكمة. كما يساعدنا على سرعة النهوض في حالة فشل المشروع في أي من مراحله .

ومن العناصر الهامة عند التخطيط للمشروع وضع خطط واضحة للمراحل المختلفة للمشروع، مع تحديد الأهداف والمعايير التي نريد تحقيقها، ومؤشرات الأداء مما يسهل علينا قياس التقدم واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق النجاح. والشعور بحياديه لأن القرارات سوف تستند على المنطق والمؤشرات الظاهره .

وعندما نقرر البدء في مشروع من الضروري أن نكون مستعدين لتقبل الفشل كجزء من الرحلة. والتأكيد الفشل لا يعني نهاية الطريق، بل يمكن أنه طريقة من طرق التعلم . من خلال تحليل الأسباب التي أدت إلى الفشل واستخلاص الدروس منها، يمكننا تجنب الوقوع في نفس الأخطاء مستقبلاً وزيادة فرص النجاح.

ولادة فكرة مشروع في ذهننا لايعني أن نضمن له النجاح ولكن هي بداية رحلة مليئة بالدروس والطريق الوحيد لعبور تجارب المشاريع بأمان واستقرار نفسي والقدرة على البدء من جديد أو النمو والتوسع هو المرونة وأن يكون لدينا دعم نستطيع اللجوء إلية خصوصا مع المستشارين في مجالنا . ينبغي علينا بناء شبكة علاقات جيدة والمحافظة عليها لتطويرنا أولًا ولدعمنا وفتح أفاق جديدة للفرص والنمو .

رحلة تأسيس المشروع الأول هي رحلة مليئة بالتحديات والفرص والمشاعر . يتطلبأن نسعى للتوازن بين العقل والعاطفة، والتخطيط الجيد والتفكير المستقبلي، والمرونة في التعامل مع التغيرات والتعلم المستمر. وهي رحلة حقيق الرضا الشخصي والنمو المهني والاستفادة من الدروس والتجارب على طول الطريق.

مع تمنياتي لكم بمشاريع ناجحة ومثمرة ورحلة مليئة بالفرص .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *