كتاب أخطاء التسويق ونجاحاته للكاتبين روبرت هارتلي وكليف كلايكومب يعتبر واحدًا من الكتب الرائدة في مجال التسويق. يتناول الكتاب الأخطاء التي وقع فيها المسوقون على مر السنين، وكيف يمكن أن تتحول تلك الأخطاء إلى دروس قيّمة. وفي نفس الوقت، يسلط الضوء على النجاحات الباهرة التي حققتها بعض الحملات التسويقية وكيف تم تنفيذها بشكل مميز.
الكتاب مقسّم إلى عدة فصول، حيث يتناول كل فصل جانبًا مختلفًا من التسويق. بداية من كيفية فهم السوق والمستهلكين، مرورًا بالتخطيط الاستراتيجي، وصولًا إلى كيفية التعامل مع الأزمات والأخطاء التي قد تحدث في الحملات التسويقية. إحدى النقاط المهمة التي يُركّز عليها الكاتبان هي ضرورة فهم الجمهور المستهدف جيدًا، وتجنب الإفراط في التوقعات عند تقديم منتج أو خدمة.ويؤكد الكاتب .على أن الأخطاء ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بداية لشيء أعظم إذا تم التعلم منها.
من أهم الأمثلة التي يناقشها الكتاب هو الحملة التسويقية السيئة التي قامت بها شركة “نيو كوك” في الثمانينات. حيث حاولت الشركة تغيير تركيبة مشروبها الغازي المشهور، ولكن النتيجة كانت كارثية. المستهلكون لم يتقبلوا التغيير، وتراجعت مبيعات الشركة بشكل كبير. يشرح الكتاب أن السبب الرئيسي لهذا الفشل هو عدم الاستماع لرغبات المستهلكين وعدم اختبار السوق بشكل كافٍ قبل اتخاذ القرار. هذا النوع من الأخطاء قد يكلف الشركات الملايين، ولكنه في الوقت نفسه درس لا يُنسى للشركات الأخرى.
لكن الكتاب لا يقتصر فقط على الأخطاء، بل يتطرق إلى النجاحات المبهرة أيضًا. يذكر الكتاب حملة تسويقية ناجحة قامت بها شركة “أبل” عند إطلاق أول آيفون. تميزت الحملة بالتبسيط والابتكار في العرض. كانت الرسالة واضحة ومباشرة: “هذا ليس مجرد هاتف، إنه ثورة”. وفعلاً، تحوّل الآيفون إلى ثورة في عالم التكنولوجيا والاتصالات. وهذا ما يجعل هذه الحملة مثالًا يُحتذى به في عالم التسويق.
هناك فصل مميز في الكتاب يتحدث عن كيفية التعامل مع الأزمات التسويقية. فكما نعلم، ليس كل شيء يسير وفقًا للخطة، وقد تواجه الشركات أزمات غير متوقعة. هنا، يقدم الكتاب نصائح حول كيفية التصرف بسرعة وفعالية لتقليل الأضرار. على سبيل المثال، ينصح الكتاب بأنه في حال وقوع أزمة، يجب على الشركات أن تكون صريحة مع جمهورها، وأن تقدم حلولًا سريعة وملموسة.
في مجمل الكتاب، يشعر القارئ أن الكاتبين لديهما خبرة طويلة في مجال التسويق، وهما يحاولان تقديم خلاصة تجاربهما ونصائحهما بطريقة مبسطة وواضحة. النصائح التي يقدمانها ليست مجرد نظريات، بل تستند إلى أمثلة واقعية وتجارب حقيقية. الكتاب يجعل القارئ يتعلم كيف يمكن أن تكون الأخطاء جزءًا من النجاح، وكيف يمكن استخدام الأخطاء كوسيلة للتطور والتحسين.
من النقاط التي تجعل هذا الكتاب مميزًا هو وجود العديد من الأمثلة الواقعية التي تجعل القارئ يتعلم بشكل عملي وليس فقط نظري. لكن في نفس الوقت الكتاب يحتاج إلى ذهن صافي عند قرأته لإمكانية تطبيقه .