كنت في المطار، وأثناء انتظاري للرحلة، شدني عنوان الكتاب الحياة التي اكتسبتها في مكتبة جرير مجرد العنوان لوحده حفزني أن أقتنيه بدون تردد، خاصة أنني كنت في لحظة أفكر فيها بكيفية تحسين جوانب مختلفة من حياتي.
كتاب “الحياة التي اكتسبتها” لمارشال جولد سميث ومارك ريتر هو واحد من الكتب اللي تلهمك كيف تطور حياتك الشخصية والمهنية. بأسلوب بسيط، وغير معقد، الكتاب يمزج بين خبرة مارشال الطويلة كمدرب تنفيذي وبين أفكار عميقة تُحفز على التفكير. الكتاب فيه نوع من الحكمة اللي يحتاجها أي شخص يريد تحقيق تغيير حقيقي في حياته. الفكرة الأساسية هي أنك يجب تتحمل مسؤولية اختياراتك وتتحكم في مسار حياتك، وهذا هو مفتاح النجاح والتغيير.
الكتاب مقسم لعدة فصول، كل فصل يناقش جانب معين من حياتنا وكيف ممكن نطوره. فيه حوالي 7 فصول رئيسية، وكل فصل يتعمق في موضوع مختلف. أول فصل يتكلم عن مفهوم الحياة المكتسبة وكيف إن كل خيار نختاره اليوم يؤثر على مستقبلنا. ليس فقط من ناحية القرارات الكبيرة مثل تغيير الوظيفة أو الانتقال لمدينة جديدة، لكن حتى القرارات اليومية اللي نشوفها صغيرة، مثل كيف نقضي وقتنا وكيف نتعامل مع الناس حولنا.
الكتاب ما يعطيك حلول سحرية، لكن يرشدك كيف تكون واعي لخياراتك اليومية. فيه اقتباس مميز جدًا من الكتاب يقول: “اللحظة اللي تقرر فيها أنك تتحمل مسؤولية حياتك هي اللحظة اللي يبدأ فيها التغيير”. هذا الاقتباس يلخص فكرة الكتاب بشكل كبير، لأنه يوضح إن الشخص هو المسؤول عن كل قرار يتخذه في حياته.
في الفصول التالية، مارشال يناقش كيف أن العادات اليومية هي اللي تصنع الفرق. ممكن تعتقد إن النجاح يعتمد على المواهب أو الفرص، لكن الكاتب يشدد على إن العادات هي السر. في اقتباس آخر يقول: “نجاحك يعتمد على الأشياء اللي تسويها بشكل منتظم، مو على الأشياء اللي تسويها مرة وحدة”. يعني لو تخطط أن تكون ناجح في حياتك، يجب أن تلتزم بعادات إيجابية وتبتعد عن الأشياء اللي تضيع وقتك أو تسبب لك إحباط.
الكتاب عبارة عن خطوات عملية لتطوير نفسك. مثلًا، في فصل معين، يناقش فكرة إنه يجب أن تكون عندك رؤية واضحة لمستقبلك. كيف تريد أن تكون حياتك بعد خمس سنوات؟ وماهي الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟ وفي نفس الوقت، يشدد على أهمية المرونة في التخطيط. يعني مو لازم تكون صارم جدًا في تنفيذ خطتك، لازم يكون عندك قدرة على التكيف مع التغييرات اللي تحصل لك في الحياة.
ومن أكثر الأفكار اللي أثرت فيني شخصيًا هو الحديث عن “الدائرة الداخلية”. مارشال يتكلم عن أهمية الأشخاص اللي تحيط نفسك فيهم. كيف إنهم ممكن يكونوا سبب في نجاحك أو فشلك. لازم تختار الأشخاص اللي يرفعونك للأمام ويشجعونك على التطور. في اقتباس يقول: “اختر دائرتك بحذر، لأنهم يعكسون من أنت”. الفكرة هنا إن الأشخاص اللي تتعامل معاهم يوميًا هم جزء كبير من رحلتك في الحياة، سواء كنت واعي لذلك أو لا.
في فصل آخر، يناقش الكاتب كيف إن الفشل جزء طبيعي من الحياة، وإنه لازم تتعلم كيف تتعامل معاه. يعني إذا ما فشلت، كيف بتتعلم؟ الفشل يعتبر درس أكثر من كونه عقبة. الكتاب يحاول يغير نظرتك للفشل من كونه شيء سلبي لكونه جزء لا يتجزأ من النمو الشخصي والمهني. وأن نشوف الفشل كفرص للتعلم .
نرجع لمسألة العادات اللي ركز عليها الكاتب في عدة فصول، الكتاب يوضح إن بعض العادات ممكن تكون عائق كبير أمام تطورنا، وأحيانًا نكون عالقين في هالعادات من غير ما نلاحظ. مارشال ينصح إنك تبدأ بمراقبة نفسك يوميًا، وتلاحظ العادات اللي تسويها بشكل تلقائي، سواء كانت إيجابية أو سلبية. لازم تكون واعي لتصرفاتك اليومية عشان تقدر تحسنها.
في نهاية الكتاب، في فصل جميل يتكلم عن السعادة وكيف إنها غير مرتبطة بالنجاح المادي أو المهني. السعادة حسب مارشال مرتبطة بالرضا الداخلي وبالشعور إنك تتقدم للأمام، حتى لو كان التقدم بسيط. يوضح إن كثير من الناس يفكرون إنهم راح يكونون سعيدين لما يحققون هدف معين، لكن الحقيقة إن السعادة تكون في الرحلة نفسها، مو في النهاية.
في الختام، الحياة التي اكتسبتها هو كتاب يفتح لك عيونك على الأشياء اللي تمارسها يوميًا وكيف إنها تؤثر على مستقبلك. ويرشدك لأدوات عملية وبسيطة لتطوير نفسك وتحقيق التغيير المرجو في حياتك. إذا كنت جاد في تحسين حياتك، اختر أن يكون هذا الكتاب رفيقك في الرحلة.