كتاب قواعد الإدارة لريتشارد تمبلر من الكتب التي تنتهج السهولة و بس بنفس الوقت تحمل أفكار مهمة وفعّالة لأي شخص يبغى يطور نفسه كمدير أو حتى في حياته اليومية. الكتاب يعتمد على فكرة إن الإدارة ليست علم صعب أو معقد، بالعكس، هي مجموعة من القواعد اللي لو التزمت فيها، راح تلاحظ تطور ملحوظ في أدائك. الكتاب مقسم أن يقرأ ويستفيد .
تمبلر يركز في الكتاب على جزئين أساسيين، الجزء الأول يتكلم عن إدارة نفسك قبل ما تدير الآخرين، والجزء الثاني يتناول كيفية إدارة فريق العمل بكفاءة وفعالية. واحدة من الأفكار اللي تتكرر في الكتاب هي إن المدير الناجح هو الذي يعرف كيف يدير نفسه أولاً قبل ما يدير الآخرين . يعني باختصار، إذا كنت غير منظم أو ما تعرف كيف ترتب أولوياتك، راح يكون من الصعب إنك تدير فريق وتطلب منهم نفس الشيء.
من القواعد اللي عجبتني شخصياً هي لما تمبلر يقول “لا تكون الشخص اللي يلوم الآخرين على المشاكل، كن الشخص اللي يجي بالحلول.” هذا الاقتباس يعكس فكرة جدا مهمة في الإدارة وهي إن المدير الناجح ليس الشخص اللي يلاحظ المشاكل فقط ، بل الشخص اللي يحاول إيجاد حلول فعّالة لها. بمعنى، إذا كنت تريد أن تصبح مدير فعّال، يجب أن تكون مستعد تتعامل مع أي مشكلة تواجهك، وما ترميها على غيرك.
وفي قاعدة ثانية يتكلم عن أهمية التواصل مع الفريق بشكل واضح ويقول: “إذا كنت تريد أن يعرف فريقك يعملك ماذا يريد يجب أنتعرف ماذا تريد أنت أولا.” ركز تمبلر على نقطة جوهرية وهي أنه يجب أن تكون واضح مع نفسك قبل ما تكون واضح مع فريقك. يعني يجب أن تكون عندك رؤية وأهداف محددة قبل ما تطلب من فريقك إنهم يشتغلوا على نفس الأهداف. كثير من الأحيان نلاحظ إن المشكلة ليست في الفريق، بل في الشخص اللي يقود الفريق لأنه لايعرف ماذا يريد بالضبط.
أحد الأمور اللي تمبلر يركز عليها هو إن الإدارة ليست في المكتب أو الشركة فقط ، بل في حياتنا اليومية. يعني ممكن تطبق القواعد هذي حتى في تعاملك مع عائلتك أو أصدقائك. مثلاً، قاعدة “كن قدوة للفريق” هي قاعدة تقدر تطبقها في أي مكان، مو شرط تكون مدير في العمل. إذا كنت دايم تسوي الشيء الصح وتلتزم بأخلاقك ومبادئك، الناس اللي حولك راح يتبعونك حتى لو ما كنت تعطيهم أوامر مباشرة.
الكتاب يتميز بأسلوبه البسيط واللي ما يحتاج تكون خبير في الإدارة عشان تفهمه. تمبلر ما يحاول يستطرد في معلومات غير مهمة أو يذكر مصطلحات معقدة، بالعكس، هو يشرح القواعد بطريقة جدا سهلة بحيث أي شخص يستطيع تطبيقها . مثلاً، قاعدة “كن مستعد لأي طارئ” يذكر أمثلة واقعية عن كيف المدير الجيد يجب أن يكون لديه خطط بديلة لكل الاحتمالات. يعني لو صار شيء غير متوقع، يقدم الخطة البديلة التي أعدها .
في قاعدة أخرى يذكر تمبلر عن “التفويض بذكاء”، ويقول إن المدير ما لايستطيع فعل كل شيء بنفسه ، ويجب أن يعرف كيفية توزيع المهام على الفريق. وأن كثير من الناس يعتقدون أن المدير الماهر يجب أن يجيد وينفذ جميع المهام ، لكن تمبلر يوضح إن هذا مفهوم خاطئ. المدير الذكي هو اللي يعرف كيف يثق في فريقه ويعطيهم المسؤولية لكي ينقل تركيزه على الأمور الأهم.
إحدى القواعد اللي شدتني هي “لا تكون عاطفي زيادة.” تمبلر هنا يحذر من إن المدير يجب أن يعرف كيف يفصل بين العواطف والمهنية . يعني مو كل مرة تصير مشكلة في الفريق تدخل بمشاعرك وتخلي الأمور تزيد سوء. بالعكس، من المفترض أن تكون هادئ وتفكر بعقلانية قبل ما تتخذ أي قرار. هذه القاعدة مهمة لأنها تجعلنا ندرك أن القيادة لاتعني إنك تكون قاسي، لكن تعني إنك تعرف متى تتحكم في مشاعرك.
في النهاية، كتاب “قواعد الإدارة” يعتبر دليل عملي لأي شخص يريد أن يطور مهاراته الإدارية، سواء كان مدير في شركة كبيرة أو حتى شخص عادي يدير حياته اليومية. القواعد اللي يعرضها تمبلر سهلة التطبيق، وولايجب أن تكون خبير لكي تطبقها يعني مثلاً قاعدة “اسمع أكثر مما تتكلم” هي قاعدة تستطيع تطبقها في كل جوانب حياتك. تمبلر يوضح إن المدير الناجح هو اللي يعرف كيف يسمع للفريق قبل ما يعطيهم توجيهات، لأن الاستماع هو أساس فهم المشاكل وحلها.
إذا كنت شخص دايم تشعر إن الإدارة شيء معقد أو صعب، الكتاب هذا بيغير فكرتك تماماً. تمبلر يقدم الإدارة كأنها مجموعة من القواعد البسيطة اللي تقدر تتعلمها وتطبقها بسهولة. ومع إن الكتاب قد يبدو إنه موجه للمديرين، إلا إنك تقدر تستفيد منه حتى لو ما كنت مدير. كل قاعدة في الكتاب تقدم نصيحة قيمة تساعدك في حياتك اليومية، سواء في العمل أو حتى في علاقاتك الشخصية.بالاضافة أن الأسلوب السلس والنصائح العملية اللي يقدمه تجعله من الكتب اللي تقدر ترجع لها دايماً وتستفيد منها في حياتك المهنية والشخصية.